الأربعاء، 6 يوليو 2011

أسطورة "القاعدة"، التي لا تقهر، تحطم على أسوار، ثكنة باسكنو.

تشاء الأقدار، أن يتزامن هجوم "القاعدة"، على الثكنة العسكرية في باسكنو، مع تخرج دفعة جديدة من ضباط الجيش الوطني، حملت إسم النقيب محمد ولد أحمد محم.

حكاية الرجل بسيطة، فهو واحد من شهداء كثر، غصت بهم ذاكرة صراعنا، مع تنظيم، أقحم نفسه فجأة، ودون سابق إنذار، في تفاصيل حياتنا اليومية.
حاسي سيدي، غير بعيد عن باسكنو، هناك سقط النقيب الشهيد، في ليلة باردة، بذل فيها، آخر الرجال الشرفاء دماءهم، من أجل الذب عن حمى هذا الوطن.
ولأننا أمة لا تنسى شهداءها، فقد أردنا أن نخلد ذكرى الرجل، في احتفالية تليق بمقام اللحظة.
لكن تنظيم القاعدة، الذي قطع على نفسه عهدا، بأن ينقص علينا عيشتنا، أراد أن يحرمنا، حتى من البكاء على شهدائنا، والترحم على أرواحهم.أنقشع غبار معركة باسكنو، وتزاحمت الأسئلة على شفاهنا ، ونحن الذين بالكاد، تخلصنا من هواجس أخرى ، ما زالت غابة وغادو، تخفي الكثير من ملامحها.
لماذا اختارت القاعدة الهجوم في هذا الوقت بالذات ولما تجف بعد دماء غابة وغادو؟
هل ينم هذا الهجوم، عن ولادة مرحلة جديدة في الصراع مع التنظيم؟
وكيف استطاعت عناصر القاعدة الوصول إلى مدينة باسكنو دون أن يتم رصدها؟
ذلك مجرد غيض من فيض أسئلة كثيرة، تستدعي التوقف عندها و البحث عن إجابات سريعة لها، حتى نضع النقاط على الحروف.
ومع أن الوقت ما زال مبكرا، للحصول على أجوبة جامعة مانعة، إلا أن ذلك لا يجب أن يقف حائلا بيننا وبين عملية استخلاص الدروس والعبر، من هجوم باسكنو:
1-إن هجوم "القاعدة"، في هذا الوقت بالذات، يستدعي منا، إعادة قراءة البيان الأخير، الذي أصدره التنظيم، بشأن معركة وغادو.
فقد حاولت "القاعدة"، في بيانها ذاك، أن تظهر بصورة المنتصر، في تلك المعركة.
ولأن المنطق يقول إن المنتصر، يمنح نفسه عادة، الوقت الكافي، للانتشاء بانتصاراته والتقاط أنفاسه.
فإن استعجال التنظيم في رده، وبطريقة غير محسوبة، كلفته الكثير من الخسائر، تؤكد بما لا يدع مجال للشك، أن ما حدث في غابة وغادو، يختلف كليا عن رواية القاعدة، بل وشكل ضربة موجعة لها.
كما أن حديث التنظيم، عن ما اسماه ب "رد العدوان"، لتبرير هجومه، يشي بأن ما تضمنه البيان المذكور كان أقرب للحرب الإعلامية، منه للحقيقة.
2-لا شك أن القاعدة، كانت تدرك جيدا، المخاطر الكثيرة، التي تنطوي علبها هذه العملية.
فهي خير العارفين، بان ثكنة باسكنو، لا تبعد كثيرا عن المنطقة العسكرية في النعمة، وأن هذه الأخيرة، تتوفر على قاعدة جوية.
وهو ما يشكل، تهديدا حقيقيا للمهاجمين، خاصة وأن المعركة، تدور في أرض مكشوفة.
كما أن التنظيم، على دراية تامة، بتواجد قوات موريتانية داخل الأراضي المالية، مما يجعل، احتمال أن تهاجمه، تلك القوات ، من الخلف، قائما، أو على أقل تقدير، أن تقطع عليه طريق العودة.
ومع ذلك، أصرت القاعدة، على القيام بهذه العملية، في مشهد أشبه ما يكون، ب"الكاميكاز" اليابانيين، خلال الحرب العالمية الثانية
هذه الوقائع تشير إلى أن التنظيم، ضاق ذرعا بالحرب الاستباقية، التي يشنها عليه الجيش الموريتاني، والتي استنزفت قوته وقطعت موارد رزقه، ولم تترك له من خيار آخر سوى اللجوء إلى هذه المغامرة، في محاولة يائسة، لنقل المعركة إلى الأراضي الموريتانية.
وبهذا المعنى، يمكن تصنيف معركة باسكنو، في خانة الحرب النفسية، التي تهدف إلى إيهام الرأي العام الوطني، بأن "القاعدة"، ما زالت لديها القدرة، على تحديد مكان وزمان المعركة، حتى ولو كلفها ذلك، الكثير من الخسائر.
هي إذن الحرب النفسية في مواجهة الحرب الاستباقية، وتلك ملامح مرحلة قادمة من الصراع، تؤكد كل المؤشرات، على أنها ستكون حبلى بالأحداث.
3-لعل السؤال، الذي سيؤرق الموريتانيين كثيرا، خلال قادم الأيام، هو كيف استطاعت أكثر من عشرين سيارة، أن تتسلل عبر الحدود، وتصل إلى مشارف مدينة باسكنو، دون أي يتم رصدها؟.
ويصبح هذا السؤال مشروعا، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، التواجد العسكري والاستخباراتي المكثف، في تلك المنطقة.
قد يكون الحصول على جواب لهذا السؤال، أمرا مستعصيا، باعتبار أن هناك مسائل، تدخل في إطار الأسرار المرتبطة بالأمن والدفاع.
لكن هذه المسألة، تستحق الطرح، و تقتضي من القائمين على الشأن العسكري والأمني في البلاد، إعادة ترتيب أوراقهم، حتى لا يتكرر ما حدث في باسكنو، في مواقع أخرى.
قطعا ليست لك، هي كل الأسئلة،
قطعا ليست هذه، هي كل الأجوبة،
وقطعا لن تكون موقعة باسكنو، هي آخر المعارك،لكن المؤكد، هو أن جانبا كبيرا، من أسطورة "القاعدة"، التي لا تقهر، تحطم على أسوار، ثكنة باسكنو

تطورات العملية العسكرية

أفاد مصدر مطلع في مدينة باسكنو أن الشرطة اعتقلت مساء اليوم أربعة أشخاص واحد منهم على الأقل من ساكنة المدينة.

وحسب هذه المصادر في حديث لـ"موريتانيد" فإن هذه الاعتقالات تأتي على خلفية الهجوم الذى تعرضت له إحدى وحدات الجيش عصر اليوم على مشارف مدينة باسكنو.
الموجهات التي دارت مساء امس بين الجيش الموريتاني وعناصر من ما يسمي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي أسفرت عن قتل أحد قادة التنظيم وهو من أصل جزائري كان يقود عناصر القاعدة المهاجمين.

وحسب هذه المصادر فإن جثته وصلت قبل قليل إلى الثكنة العسكرية بمدينة باسكنو والتي كانت القاعدة تنوي مهاجتمها.
وأردفت هذه المصادر أنه لم يكشف بعد عن هوية هذا القائد في ما يرجح أن يكون من أمراء إحدى كتائب القاعدة.

مصادر الأخبار : الضابط ولد عمار أصيب في الرقبة

قالت مصادر عائلية من ولاية لعصابة إن الملازم أول بالجيش الموريتاني سيد محمد ولد محمد الأمين ولد عمار أصيب بجروح متوسطة رفقة ضابط آ خر من نفس الكتيبة في بداية المواجهات التي جرت يوم أمس بين وحدات من الجيش الموريتاني وعناصر من تنظيم القاعدة بمدينة باسكنو شرقي موريتانيا.

و حسب المصدر فقد أصيب ولد عمار بطلق ناري في الرقبة سحب على إثره من ساحة المعركة ونقل إلى المستشفى الميداني حيث تلقي العلاجات الأولية من إصابته.
وقال المصدر إن جروح ولد عمار ليست بالخطيرة وإن حالته الصحية لا تبعث علي القلق.
والتحق ولد عمار وهو من مواليد 1983 ب"لكران" بالجيش الموريتاني في 2007 وهو يعمل منذ تخرجه في 2009 بالقاعدة العسكرية بباسكنو على الحدود مع مالي .
من جهة ثانية نقلت مروحية عسكرية موريتانية خمسة جرحي من الجيش مع ضابط برتبة ملازم أنهار عصبيا إلي مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي صباح اليوم بعد مواجهات عنيفة بين القاعدة والجيش.
وتقول مصادر الأخبار بالمدينة إن الجرحى نقلوا إلي المستشفي بعد تلقيهم علاجا أوليا بالمركز الصحي بباسكنو . كما أقلت الطائرة جثمان عنصر من القاعدة كان من بين قتيلين سقطا بمواجهات الأمس ويدعي أنس أبو فاطمة.
وتقول القاعدة إنها خسرت اثنين من مقاتليها في المواجهات وإنها سحبت جثمان أحدهما من أصول أزوادية ويدعي عبد الحليم الأزوادي،بينما بقيت جثة الآخر بميدان المواجهة وهو جزائري الأصل.
وقالت مصادر "الأخبار" إن قتيل القاعدة تم دفنه بمنطقة مجهولة بمدينة النعمه بعد وصولها إليها في مروحية عسكرية اليوم الأربعاء .
وقال المصدر "كان الجيش ينوي نقله إلي نواكشوط لكن تحلل جثته دفع بالجيش إلي دفنه في مكان مجهول بمدينة النعمه . لقد رأيت السيارة التي أقلته بعد وصوله إلي المطار إلي مكان دفنه".

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

مصدر عسكري: "قتلنا 15 إرهابيا واعتقلنا 9آخرين"

قال أحد المنتخبين المحليين في مدينة باسكنو نقلا عن مصدر عسكري، إن الجيش الموريتاني تمكن من قتل واعتقال عدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة الذين شاركوا في الهجوم على قاعدة باسكنو العسكرية.

وأضاف المصدر أن قتلى القاعدة خلال المواجهات بلغ حوالي 15 عنصرا، بينما تم اعتقال 9من المهاجمين، وتدمير سيارتين، في حين أصيب ثلاثة عسكريين بجراح.
وأضاف أن وحدات من الجيش مدعومة بالطيران العسكري تواصل تمشيط المنطقة وتعقب سيارات المسلحين الذين لاذوا بالفرار.
من جهة أخرى نشرت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية خبرا مقتضبا عن العملية جاء فيه: "شنت عناصر إرهابية اليوم الثلاثاء هجوما على إحدى قواعدنا العسكرية في مدينة باسكنو.
وبعد تصدي هذه القاعدة للهجوم لاذ الإرهابيون بالفرار نحو الأراضي المالية حيث تتعقبهم قواتنا المسلحة حاليا"

الجيش ألحق أضرارا بالغة بالمهاجمين واعتقل عددا منهم

في ولاية الحوض الشرق نقلا عن مصادر أمنية هناك إن عدد القتلى في صفوف عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بلغ خلال مواجهات باسكنو عصر اليوم 15 قتيلا.
وأضاف المصدر أن الجيش الموريتاني تمكن من تحطيم 9سيارات عابرة للصحراء كانت ضمن قافلة تابعة للمهاجمين، كما اعتقل 8 منهم أثناء المواجهات، فيما لم يكشف النقاب عن الخسائر في صفوف القوات الموريتانية حتى الآن.


وأضاف المراسل نقلا عن شهود عيان في قرية "كسمارة" على بعد 20كلم شرق مدينة باسكنو أنهم شاهدو مساء اليوم سيارات يعتقد أنها تابعة لتنظيم القادة ببلاد المغرب الاسلامي وهي تنسحب من المعركة باتجاه الأراضي المالية.


وكان العشرات من مقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغبر الإسلامي قد شنوا عصر اليوم هجوما على القاعدة العسكرية في الضاحية الشرقية لمدينة باسكنو واشتبكوا مع وحدة من الجيش الموريتاني هناك، في معركة استمرت قرابة 45دقيقة، قبل أن يتدخل الطيران العسكري وينسحب المهاجمون، لتبدأ بعد ذلك عمليات التمشيط والمطاردة