يبكي محمد ما شاء الله له أن يبكي، وتبلل دموعه ثرى القصر الرئاسي الموريتاني، وهو يردد كلمات بين كل واحدة والتي تليها قطرات من الدمع السخين، وشحنات من الغضب تزداد كلما ارتفع عداد الحرارة، فيما يحاول الأهالي تهدئته، لكن دون جدوى، فالخطب جلل لا شك أنه ليس وحده من سالت دموعه أنهارا تبلل أرض وطن قد عصفت به رياح الغضب، ولما يخرج أحد حكامه ليقول للناس بصريح القول إن كذا كذا قد حدث وإنا لله وإنا إليه راجعون!
لقد ازداد بدون شك عدد الأيتام في موريتانيا في ساعة فجر واحدة، وازداد معهم عدد الثكالى، وفوق ذلك فقد البلد خيرة من أبنائه الذين لا يريدون علوا الأهالي غاضبون من تصامم السلطات الموريتانيةفي الأرض ولا فسادا، إذ لا يتحدثون بلغة الناس العادية، فهم لا يعرفون كثيرا "القيل والقال"، بل يكتفون بالتكثير مما لا تزنه السموات السبع والأرضون.
وهذا الرابط يتضمن الوقفة: